ميسي والمحاولة الشهيرة للتعاقد معه من قبل فابيو كابيلو

هل سمعت عن لاعب جعل من احد المدربين محاولة التعاقد معه خلال 25 دقيقة فقط لا غير؟، شيء لم يحدث إلا مرة واحدة، وبالتأكيد لن يتكرر ! ثريد | الشاب المعجزة ميسي صاحب الرقم 30، مع المدرب المخضرم فابيو كابيلو !
ماهي قصة ميسي؟
في 2005، المدرب الإيطالي المخضرم فابيو كابيلو أثناء فترته اعترف انه خلال الـ 25 دقيقة الأولى له أمام ميسي، حاول التعاقد مع اللاعب بأي شكل من الأشكال! خلال عام 2005 واجه يوفنتوس نظيره برشلونة في ملعب كامب نو في إطار بطولة كأس جوان جامبر، وشهدت مشاركة صاحب الـ19 حينها ميسي.
تحدث المدرب الإيطالي لصحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية قائلا:”بعد مرور 25 دقيقة من المباراة ذهبت إلى مدرب برشلونة فرانك ريكارد وطلبت منه إعارة ميسي ليوفنتوس”. – هذا الأداء تحدثت عن صحيفة PlanetFootball بإن ميسي كان فقط يُعرّف نفسه للعالم بطريقته الخاصة، أمام 90 ألف متفرج.
يقول فابيو كابيلو : “كنت أعلم أن هناك بعض المشاكل المتعلقة ببعض الأوراق تعيق مشاركة ميسي مع برشلونة في بداية الموسم، وهنا خطرت لي فكرة الحصول عليه على سبيل الإعارة، لكن ريكارد أكد أن تلك المشكلة سوف تنتهي بعد ثلاثة أو أربعة أشهر على الأرجح، وأن ميسي سيكون له دور مع برشلونة خلال ذلك الموسم”.
كابيلو : “قبل بداية المباراة رأيت اسم ميسي و قلت ” من هذا ؟” و عند بداية المباراة لم نتمكن من إيقافه، في الدقيقة 25 قلت ل ريكارد ” اتركه لنا لمدة موسم و اضمن لك مشاركته في كل المباريات”.
– ما الفارق بين ميسي وبين المواهب الشابة خاصة التي دربتها خلال فترتك في ميلان سابقًا؟ فابيو كابيلو : “أتذكر عندما رأيت اسمه في تشكيل برشلونة منذ بداية المباراة، شعرت بالاندهاش، لاعب في ذلك السن يستطيع اللعب أمام 90 ألف متفرج وأمام مدافع مثل فرانكو بالزاريتي الذي كان يراقبه… ميسي يبدو وكأنه يعرف ماذا سوف يفعل خلال المباراة، شخصيته داخل الملعب، طريقة مرواغته لخصومه، وذهابه مباشرة نحو المرمى بجرأة غير عادية كان أمرا رائعا”.
في تلك المباراة، أمام 90 ألف متفرج وبعد دقائق قليلة من ميسي على أرضية الملعب، بدأ الكامب-نو كله يردد : “ميسي..ميسي” تخيّل بعمر 18 عام، أن يهتف لك 90 ألف متفرج وتلعب بكل هدوء وكأنك تلعب في حارة منزلكم !
كابيلو : “فرانكو باريزي وباولو مالديني كنا نعلم أنهما سيكونان لاعبان رائعان بسبب موهبتهما الكبيرة، لكن هناك أيضا طريقة تفكير اللاعب، هؤلاء اللاعبين يقومون بتضحيات كبيرة، فهم يتدربون ويتدربون ثم يلعبون مباراة، لكن مع ميسي؟ أنا شاهدت شيئا مختلفا، ميسي يفكر بشكل مختلف، ميسي يرى المباراة قبل أن تبدأ”.
ماذا قدم ميسي؟
“ما قدمه في تلك المباراة أمام يوفنتوس، بلا شك أدركت على الفور أنه سيصل لقمة كرة القدم”. — فابيو كابيلو – ليونيل ميسي (18 عام) x اليوفي !
بعد إشادة كابيللو بميسي بعد مشاهدته لمجرد 25 دقيقة أمام يوفنتوس، ما هو الفارق بين اللاعب في عام 2005 و2015؟ كابيلو: “الآن ميسي يستطيع اللعب بخبرة أكثر من الماضي، وهذه ميزة إضافية له، ذلك التوازن سوف يجعله يستمر في قمة مستواه حتى نهاية مسيرته الكروية”.
كابيلو عندما سُئل عن المقارنة بين ميسي ورونالدو : “كريستيانو رونالدو يعرف اللغة الإنجليزية وليو ميسي يعرف كرة القدم”.
هل ميسي الأفضل في التاريخ؟
كابيلو :”لا يمكن التحدث عن أفضل لاعب في التاريخ، لأن كرة القدم فيها عصور مختلفة، وكل لاعب تفوق في وقت ما على كل البقية، في السابق كان ألفريدو دي ستيفانو، ثم بيليه، تلاه دييجو مارادونا، وأخيرًا ميسي”.
مُترجم | حديث فابيو كابيلو عن ميسي في مباراته ضد برشلونة في كأس خوان جامبر ! “اقتربت من ريكارد وحاولت عرض عليه التعاقد مع ميسي على سبيل الإعارة، رد سريعًا :انسى الأمر..”
فابيو كابيلو يختتم حديثه عن ميسي :”ميسي بقدمه يفعل أشياء بالكرة يعجز عنها الآخرين حتى إذا استخدموا أيديهم. ميسي لكرة القدم مثل بيكاسو و كارافاجيو للفن” – انتهى..
خاتمة
إن قصة ليونيل ميسي والمحاولة الشهيرة للتعاقد معه من قبل فابيو كابيلو تظل نقطة بارزة في تاريخ كرة القدم، فهي تسلط الضوء على موهبة فريدة تمكنت من أسر قلوب المتابعين والخبراء على السواء. ميسي، الذي ظهر بموهبة واعدة في مراحل مبكرة جدًا من حياته الكروية، سرعان ما تحول إلى أيقونة عالمية، وهو ما قليلون قادرون على تحقيقه. كابيلو، بعينه المحترفة، سرعان ما أدرك أنه أمام لاعب مختلف، قادر على تغيير مسار المباريات وخلق لحظات لا تُنسى.
وبينما يستمر الجدل حول مكانة ميسي التاريخية، فإن مثل هذه القصص تضيف بُعدًا آخر للمناقشة، وهو قدرته على التأثير وإلهام الآخرين منذ بداياته الأولى. إن إنجازات ميسي، كما يؤكد فابيو كابيلو، لا تقتصر على مهاراته داخل المستطيل الأخضر فحسب، بل تمتد لتشمل روحه الرياضية وقدرته على الابتكار في لحظات الضغط العالي.
لا شك أن تلك الـ25 دقيقة قد غيرت نظرة العالم إلى شاب كان يُعرّف نفسه بالكرة، والتي أثبتت بالفعل أن ميسي ليس مجرد لاعب كرة قدم موهوب، بل فنان يرسم لوحاته على الملعب، ويقوم بتحويل اللعبة إلى فن يُعايش ويُتذكر.